+7-495-723-0119

منطق الصقور العكرة

    Опубликовано 14.10.2016 Автор CEO

    منطق الصقور العكرة

    اندريه مانويلو

    نشرت صحيفة “إيزفيستيا” مقالا كتبه المحلل السياسي أندريه مانويلو حول ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لخوض الحرب إلى جانب الإرهابيين.

    جاء في المقال:

    قبل أيام أعلن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في مقابلة مع القناة التلفزيونية الروسية الأولى أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة اجتازت “نقطة التحول الجذري”. وقال: لقد صبرت موسكو طويلا وتحلت بـ “صبر استراتيجي” إزاء تصرفات واشنطن. وإن أسباب هذا التحول في العلاقات الروسية–الأمريكية، هي الأحداث السورية وإصرار الولايات المتحدة على نيتها منع تحرير حلب وكذلك القضاء على الإرهابيين فيها بأي ثمن حتى بالحرب ضد روسيا.

    لقد أوضحت روسيا للولايات المتحدة وإدارة أوباما الآفلة أن صبرها قد نفد، وأن الدب الروسي مستعد للقيام بعمليات حاسمة من أجل الدفاع عن حق روسيا السيادي في انتهاج سياسة خارجية حتى باستخدام السلاح.

    سيرغي لافروف Sputnik Григорий Сысоев

    وسبقت تصريحات لافروف، تهديدات عديدة من جانب المسؤولين في الولايات المتحدة، بدءا من المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، اللواء البحري جون كيربي، وانتهاء بالجنرال مارك ميل رئيس هيئة أركان القوات البرية الأمريكية، الذي أعلن عن جاهزية القوات البرية للدخول في مواجهة حربية مع روسيا في سوريا، مشيرا إلى أن الحرب مع روسيا حتمية وضرورية.

    وكان مشروع القرار بشأن حلب، الذي قدمته فرنسا إلى مجلس الأمن الدولي، والذي استخدمت روسيا حق الفيتو ضده، الحلقة الأخيرة في هذه السلسلة. وقد وصف مشروع القرار الفرنسي العمليات التي تقوم بها القوات الحكومية السورية والقوات الجو–فضائية الروسية ضد “جبهة النصرة” و”داعش” بأنها “جرائم حرب”. وبذلك أصبح معلوما أن الولايات المتحدة والحكومات الغربية التي تدور في فلكها، تريد بأي ثمن المحافظة على القدرة القتالية للمجموعات الإرهابية.

    لقد حدث المستحيل: فقد حولت السياسة، التي ينتهجها البيت الأبيض منذ بداية العقد الماضي، الولايات المتحدة والشعب الأمريكي العظيم من محاربين للإرهاب الدولي إلى أنصار له.

    وهنا يكمن جوهر “التحول الجذري” في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. ففي الوقت الذي كانت روسيا تأمل أن تعيد واشنطن النظر في موقفها، وتسمو العقلانية في السياسة الخارجية الأمريكية، كان ساسة الولايات المتحدة يعززون علاقاتهم مع قادة “طالبان” و”جبهة النصرة” الجناح العسكري لخلية “القاعدة” في سوريا ومع “داعش”، حتى أن هذه العلاقات اتخذت طابع الشراكة ولم يعد أحد يخفيها.

    وعندما تحدث لافروف عن “الصبر الاستراتيجي”، أشار إلى أن تفاقم العلاقات مع الولايات المتحدة بدأ قبل فترة طويلة من بدء الأزمة الأوكرانية، التي جاءت لمصلحة الغرب ليطلق دولاب العقوبات.

    حقا في عهد بوريس يلتسين لم يمسنا أحد: لأن روسيا كانت ضعيفة ومطيعة ومهانة وراكعة، وهذا ما كان يرضي الغرب طبعا. كانت روسيا تنفذ أوامر البيت الأبيض وصندوق النقد الدولي مسرعة نحو الهاوية إلى أن تم إبطاء ذلك ووقفه في بداية العقد الماضي، عندما بدأت روسيا “تنهض من كبوتها” وتدافع عن مصالحها الوطنية. إن سعي روسيا لتكون دولة ذات سيادة، هو الذي أثار سخط الغرب، وهذا بالذات هو أساس المواجهة التي أصبحت فيها سوريا وأوكرانيا حجة.

    والمرحلة الحالية في العلاقات بين موسكو وواشنطن هي عمليا نقطة تحول يمكن منها أن تميل كما نحو النزاع كذلك نحو السلام. نحن معهم على مفترق طرق: الطريق إلى الخلاص يكمن في مكافحة الإرهاب معا.

    ولكن هذا الطريق ترفضه واشنطن. لذلك، فإن أي تحرك غير حذر في هذه الظروف قد يكون نهاية ليس فقط الدولتين العظميين، بل والعالم أجمع.

    إن الولايات المتحدة تحاول عبر بعض التسريبات وتصريحات مختلف المسؤولين إظهار استعدادها لخوض الحرب ضد روسيا. فهل هذا صحيح؟ بالكاد. بيد أن الولايات المتحدة هي على عتبة الانتخابات الرئاسية، حيث في هذه الفترة بالذات تزداد النزاعات المسلحة التي تثيرها واشنطن. وذلك لأن الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها لن تفقد شيئا، بل قد تعيد لنفسها الهيبة المفقودة بـ “الانتصار في حرب خاطفة” (الانتصار على روسيا بأي شكل مهم لأوباما وكيري حاليا مثل الهواء). والصقور “العكرة” من أنصار هيلاري كلينتون التي تدعو إلى الحرب ضد روسيا قد يحاولون استخدام النزاع المسلح من أجل فوزها في الانتخابات الرئاسية.

    ومع أنهم يدركون جيدا أن روسيا لم تعد كما كانت في تسعينيات القرن الماضي، وأنه لا حاجة لاختبار “صبرها الاستراتيجي”. فمنظومات “إس– 300” التي نشرت حول حلب ليست دمية. وإضافة إلى هذا، تفضل واشنطن خوض الحروب بأيدي الآخرين، لأنها تخاف من المواجهة وجها لوجه مع خصمها. لهذا الأمر “تصادق” واشنطن “داعش” و”النصرة” والطغمة الأوكرانية، وتستخدمهم “كبش فداء” في حروبها.

    Sputnik Валерий Мельников

    صواريخ “اس-300” المضادة للجو

    وعلاوة على ذلك، وبعد هجوم الطائرات الأمريكية على دير الزور، أصبحت روسيا جاهزة لهذا الانعطاف. فإذا حاولت الطائرات الأمريكية مهاجمة مواقع الجيش السوري أو وحدات المتطوعين الإيرانيين فسوف تدمَّر أثناء اقلاعها. عندها لن يدافع البنتاغون عن طواقم هذه الطائرات ولن ينتقم، وسينسبها إلى “أخطاء”، “لا مفر منها” في مثل هذه النزاعات. وجون كيربي يجيد ذلك. ولن تكون هناك حرب.

    https://arabic.rt.com/press/844996-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%82%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%83%D8%B1%D8%A9/#.WABtVGb1nbE.facebook

    No tags added.